أو كان كتابا كما ورد ذكره في قوله تعالى:
" ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " (1).
وندرك من فحوى الآيتين المذكورتين أعلاه ان شرط الامام في الاسلام إن كان كتابا أن يكون منزلا من قبل الله على رسله لهداية الناس كما كان شأن كتاب محمد صلى الله عليه وآله: القرآن الكريم، ومن قبله كتاب موسى: التوراة، وكذلك شأن كتب سائر الأنبياء (2).
وإن كان انسانا أن يكون معينا من قبل الله لقوله تعالى:
" جاعلك للناس إماما " و " عهدي ".
وأن يكون غير ظالم لنفسه ولا لغيره اي غير عاص لله لقوله تعالى: " لا ينال عهدي الظالمين ".
وفي ضوء ما سبق يصح القول بان الامام في الاصطلاح الاسلامي هو:
أ) الكتاب المنزل من قبل الله على رسله لهداية الناس.
ب) الانسان المعين من قبل الله لهداية الناس وشرطه أن يكون معصوما من الذنوب.
سادسا: الامر وأولوا الامر لمعرفة معنى " الامر " و " أولي الامر " وهل هما مصطلحان شرعيان أم لا؟
نستعرض في ما يلي موارد استعمالهما في لغة العرب وعرف المسلمين والنصوص الاسلامية كتابا وسنة، فنقول:
أ) في لغة العرب ورد في سيرة ابن هشام، والطبري، وغيرهما، أن رسول الله كان يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب، يدعوهم إلى الاسلام، ويخبرهم أنه نبي مرسل من قبل الله، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به.
" قال وأنه أتى بني عامر بن صعصعة ذات مرة فدعاهم إلى الله عز وجل،