ثالثا: عمل الصحابة يصح الاستدلال بعمل الصحابة في ما إذا اعتقدنا ان سيرة الصحابة مثل كتاب الله وسنة رسوله مصدر للتشريع الاسلامي، ثم إن عمل الصحابة يخالف بعضه البعض الآخر كما رأينا في ما سبق ومن ثم وقع الخلاف في آراء اتباع مدرسة الخلافة كما شاهدنا في ما سبق وعلى هذا بعمل اي من الصحابة نقتدى وقول من منهم ومن الاتباع نأخذ!؟
الاستدلال بكلام الإمام علي:
اما ما استدلوا به من كلام للإمام علي فإنه كان في مقام الاحتجاج على معاوية وجماعته بما التزموا به. على أن اجماع الصحابة بما فيهم الإمام علي وسبطا الرسول الحسن والحسين حجة. وهذا هو مفهوم كلام الامام المذكور.
وجوب طاعة الحاكم وعدم عزله بالفسق واعلان المعصية:
قالوا: لا ينعزل الحاكم الذي سموه بالامام بالفسق والفجور واعلان المعصية.
وقالوا: على المسلم السمع والطاعة للامام الفاسق وان ضرب ظهره واخذ ماله، ولا يجوز الخروج عليه.
وقالوا: ان يزيد بن معاوية المتجاهر بالفسق والفجور بالبيعة أصبح أمير المؤمنين، ونتيجة لاعتقادهم بصحة بيعته استطاع ان يجهز جيشا من المعتقدين بصحة بيعته ويقتل بهم ذرية الرسول بكربلاء ويسبيهم ويسير بهم اسرى من كربلاء إلى عاصمة ملكه الشام.
وبنتيجة تلك البيعة استطاع ان يجهز جيشا آخر من المعتقدين بصحة بيعته ويغزو بهم مدينة الرسول ويبيحها لجيشه ثلاثة أيام فقتلوا جمعا من أصحاب الرسول وتابعيهم وأخذوا البيعة من الآخرين على أنهم عبيد أقنان ليزيد وهتكوا أعراضهم وفعلوا ما شاءوا من جرائم لم يشهد المسلمون نظيرها في تاريخهم الطويل ثم غزا بهم مكة فضربوا بيت الله الحرام والكعبة بالمنجنيق. وبعد كل تلك الجرائم يلقبونه بأمير المؤمنين حتى اليوم ويكتبون في مدحه الكتب وينشرون وانا الله وانا إليه راجعون.