- 6 - الخلاف حول البناء على قبور الأنبياء واتخاذها محلا للعبادة استدل قسم من المسلمين بتحريم البناء على القبور بروايات أهمها ما يأتي:
أ - عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فقال أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا الا كسره ولا قبرا الا سواه ولا صورة الا لطخها؟ فقال (رجل): أنا يا رسول، فانطلق فهاب أهل المدينة، فرجع، فقال علي: أنا أنطلق يا رسول الله، قال فانطلق، فانطلق ثم رجع، فقال يا رسول الله لم أدع بها وثنا الا كسرته ولا قبرا الا سويته، ولا صورة الا لطختها.
وقد تكرر ورود هذا الحديث في كتب الحديث واكتفينا بايراد أتم لفظ منه (1) علة الحديث:
أولا - مر علينا أن رسول الله (ص) زار قبر أمه وبكى وأبكى من حوله وكانت أمه قد توفيت في السنة السادسة من عمره الشريف بالمدينة المنورة وعلى هذا فقد زار الرسول قبر أمه بعد نيف وأربعين سنة حين هاجر إلى المدينة المنورة، وأن أثر قبر أمه عند ذاك كان ماثلا للعيان والا لما عرف قبرها، وإذا كان الحكم الاسلامي، هو تسوية القبور فلم لم يأمر النبي (ص) بهدم قبر أمه عند ذاك.
ثانيا - أن أهل المدينة بعد أن أسلم بعضهم أرسل لهم الرسول (ص) بادئ ذي بدء مصعب بن عمير يعلم من أسلم منهم ما ورد من الاسلام يوم ذاك ولما وفدوا إلى