جرير الطبري وهو تاريخه الكبير فإنه أوثق ما رأيناه في ذلك وأبعد عن المطاعن و الشبه في كبار الأمة من خيار الأمة وعدو لهم من الصحابة والتابعين (1) نظرة تأمل في سبب اختيار كبار العلماء الأفذاذ روايات سيف في أخبار صدر الاسلام قال الطبري في خبر أبي ذر الصحابي الفقير - مثلا - مع معاوية الأمير " كرهت ذكر أكثرها، فأما العاذرون معاوية في ذلك فإنهم ذكروا في ذلك قصة.... عن سيف ".
وقال ابن الأثير:
" من سب معاوية إياه وتهديده بالقتل وحمله إلى المدينة من الشام بغير وطاء ونفيه من المدينة عل الوجه الشنيع لا يصلح النقل به ". ثم أورد قصة سيف و وصفهم كذلك بالعاذرين.
إن العالمين الكبيرين لم يتركا روايات غير سيف لعدم اعتمادهما عليها بل لأنهما لم يجدا فيها العذر للسلطة الحاكمة ووجدا العذر عند العاذرين معاوية الأمير وعثمان الخليفة وهم سيف الزنديق وسلسلة رواته المختلقين، فحشى الطبري تاريخه الكبير بروايات سيف، و؟ نفس السبب أخذ ابن الأثير روايات سيف من تاريخ الطبري وكذلك فعل ابن كثير حيث قال في آخر ذكره خبر واقعة الجمل من أخبار سنة ست وثلاثين هجرية عما نقله من أخبار سيف في حوادث بعد وفاة رسول الله (ص) إلى واقعة الجمل:
" هذا ملخص ما ذكره ابن جرير الطبري رحمه الله عن أئمة هذا الشأن " و قصد من أئمة هذا الشأن الذين ذكر ابن جرير الطبري الاخبار عنهم سيف الزنديق ورواته المختلقين.
وقد أفصح العلامة ابن خلدون أكثر منهم في سبب اختيارهم روايات سيف المنتشرة في تاريخ الطبري عن أخبار الخلافة أي بيعة الخلفاء والردة والفتوح والجماعة أي الاجتماع على بيعة معاوية وقال:
" انه أوثق ما رأيناه في ذلك وأبعد عن المطاعن والشبهة في كبار الأمة ".
إذا فإن روايات سيف في تاريخ الطبري عن تلك الأخبار أوثق عندهم لأنها أبعد عن المطاعن والشبهة في كبار الأمة من الصحابة والتابعين وهم الخلفاء والولاة وذويهم، وإليكم دليل آخر على أنه من المعيب أن يذكر ما يورد النقد على الكبراء