بروايات الوصية ورووها وأخرجوها في كتبهم إلى نظرائهم من الصحابة والتابعين الذين اغتروا بها واحتجوا بها في أشعارهم وخطبهم ورواها عنهم أمثال:
الزبير بن بكار في الموفقيات والطبري وابن الأثير في تاريخيهما والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد والمسعودي الشافعي في مروج الذهب والامام المقدم في الحديث الحاكم في المستدرك والذهبي في تذكرة الحفاظ وأمثالهم.
كتم ابن كثير كل ما ذكرناه آنفا وكتم أكثر مما أشرنا إليه مما كان بمتناول يد علماء ذلك العصر، وذهبت عنا لتكتمهم الشديد عليها وإخفائها عن الناس، كتمها جميعا ولم يخرج منها شيئا في موسوعته التاريخية.
وكتمها - أيضا - بتضعيف الرواة والروايات والكتب التي خرجتها، و تسخيف المحتجين بها كي لا يصدق من يصل إليه شئ مما كتمها من كتاب آخر و قال: " ما يغتر به جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء ".
وهذا النوع من الكتمان كثير عند علماء مدرسة الخلفاء.
2 - نقل ابن عبد البر عن الشعبي أنه قال في الحارث الهمداني:
" حدثني الحارث وكان أحد الكذابين. " قال ابن عبد البر: " ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره ومن هاهنا والله أعلم كذبه الشعبي لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم " (1) انتهى قول ابن عبد البر.
3 - الطعن بأئمة الحديث يطعنون بأئمة الحديث في مدرسة الخلفاء أحيانا الذين يروون حديثا يخالف اتجاهها، مثل ما جرى للحاكم الشافعي كما رواه الذهبي بترجمته (2) وفي ما يلي ما أورده بإيجاز:
(الحافظ الكبير امام المحدثين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري المعروف بابن البيع، ولد سنة 312 ه وتوفي سنة 405 ه، طلب الحديث من الصغر ورحل إلى العراق وحج وجال في خراسان وما وراء النهر وسمع من ألفي شيخ أو نحو ذلك، بلغت تصانيفه قريبا من خمسمائة جزء و من تآليفه فضائل الشافعي، ونقل أن مشايخ الحديث كانوا يذكرون أيامه وأن الأئمة من مقدمي عصره كانوا يقدمونه على أنفسهم ويراعون حق فضله ويعرفون له الحرمة الأكيدة.