(ت 204 ه) حيث رمي بالرفض كما رواه البيهقي فقال الشافعي في ذلك:
قالوا ترفضت، قلت كلا * ما الرفض ديني ولا اعتقادي لكنني توليت غير شك * خير امام وخير هادي إن كان حب الولي (1) رفضا * فإنني أرفض العباد ومما قال أيضا:
إن كان رفضا حب آل محمد * فليعلم الثقلان اني رافضي ويظهر أنه كان يضطر إلى الكتمان أحيانا فقد قال:
ما زال كتما منك حتى كأنني * لرد جواب السائلين لأعجم وأكتم ودي مع صفاء مودتي * لتسلم من قول الوشاة وأسلم (2) غير أنه لم ينفعه الكتمان ورمي بالرفض كغيره من العلماء الذين لا يكتمون رأيهم في ما ورد عن سنة الرسول (ص) وسيرة الصحابة، وإن أغلب علماء المذهب الشافعي بمدرسة الخلفاء لا يكتمون الحديث كما يفعله علماء المذاهب الآخرى في تلك المدرسة ولذلك يرمون بالرفض.
في هذا الباب لاحظنا أنواعا من الانكار بدأ بتضعيف الراوي والرواة إلى طعنهم بالتشيع والرفض والذي كان يؤدي إلي إسقاط الحديث عن الاعتبار. وكل أنواع الانكار من أسهل الأمور في باب الاحتجاج للمنكر ومن أصعب الأمور عندئذ إثبات الحق فإن المنكر يسهل عليه أن يقول: الحديث ضعيف، باطل، كذب و على صاحب الحق أن يأتي بالدليل تلو الدليل وليس للمنكر في مقابله أكثر من الانكار وعدم القبول وهو في حقيقته قتل معنوي للرواة وأحيانا يقتل جسديا الراوي الذي يروي ما يخالف مصلحة مدرسة الخلفاء، كما نذكر مثالا منه في ما يأتي لما جرى لاحد أصحاب الصحاح الست بمدرسة الخلفاء.
4 - النسائي أحد مؤلفي الصحاح الست وقصة قتله.
ننقل خبره وقصة قتله من كتابي الذهبي وابن خلكان بترجمته (3) قالا ما موجزه:
الحافظ الامام شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي كان إمام أهل عصره في الحديث وله كتاب السنن تفرد بالمعرفة وعلو الاسناد واستوطن