المراجعات - السيد شرف الدين - الصفحة ٣١٨
ومصارع النصوص الجلية، وهنا مهالك الخمس والإرث والنحلة، وهاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة (1) (775)، حيث جابت في حرب أمير المؤمنين الأمصار، وقادت في انتزاع ملكه وإلغاء دولته ذلك العسكر الجرار.
وكان ما كان مما لست أذكره * فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر فالاحتجاج على نفي الوصية إلى علي بقولها - وهي من ألد خصومه - مصادرة لا تنتظر من منصف، وما يوم علي منها بواحد، وهل إنكار الوصية ألا دون يوم الجمل الأصغر (2)، ويوم الجمل الأكبر (776)، اللذين ظهر بهما المضمر، وبرز بهما المستتر، ومثل بهما شأنها من قبل خروجها على وليها، ووصي نبيها، ومن بعد خروجها عليه إلى أن بلغها موته، فسجدت لله شكرا، ثم أنشدت (3):

(١) بحكم صحاح السنة، فراجع من صحيح البخاري باب ما جاء في بيوت أزواج النبي من كتاب الجهاد والسير ص ١٢٥ من جزئه الثاني، تجد التفصيل.
(٢) كانت فتنة الجمل الأصغر في البصرة لخمس بقين من ربيع الثاني سنة ٣٦ قبل ورود أمير المؤمنين إلى البصرة حيث هاجمتها أم المؤمنين ومعها طلحة والزبير وفيها عامله عثمان بن حنيف الأنصاري، فقتل أربعون رجلا من شيعة علي (ع) في المسجد وسبعون آخرون منهم في مكان آخر، وأسر عثمان بن حنيف وكان من فضلاء الصحابة، فأرادوا قتله، ثم خافوا أن يثأر له أخوه سهل والأنصار، فنتفوا لحيته وشاربيه وحاجبيه ورأسه، وضربوه وحبسوه، ثم طردوه من البصرة وقابلهم حكيم بن جبلة في جماعة من عشيرته عبد القيس وهو سيدهم، وكان من أهل البصائر والحفاظ والنهي، وتبعه جماعة من ربيعة فما بارحوا الهيجاء حتى استشهدوا بأجمعهم، واستشهد مع حكيم ابنه الأشرف، وأخوه الرعل، وفتحت البصرة، ثم جاء علي فاستقبلته عائشة بعسكرها، وكانت وقعة الجمل الأكبر، وتفصيل الوقعتين في تاريخي ابن جرير وابن الأثير وغيرهما من كتب السير والأخبار.
(٣) فيما أخرجه الثقات من أهل الأخبار كأبي الفرج الأصفهاني في آخر أحوال علي من كتابه - مقاتل الطالبيين -.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست