لكنها والحمد لله مما لا ريب فيه، ومع ذلك فإنا لا ندع مراجعتنا خالية مما جاء فيها من حديث الجمهور، مقتصرين على ما في تفسير الإمام أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي (1)، فنقول:
أخرج عند بلوغه هذه الآية في تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبي ذر الغفاري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، بهاتين وإلا صمتا، ورأيته بهاتين وإلا عميتا، يقول: علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، أما أني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئا، وكان علي راكعا فأومأ بخنصره إليه وكان يتختم بها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، فتضرع النبي صلى الله عليه وآله إلى الله عز وجل يدعوه، فقال: اللهم إن أخي موسى سألك * (قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا) * (535) فأوحيت إليه * (قد أوتيت سؤلك يا موسى) * (536) اللهم وإني عبدك ونبيك، فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري، قال أبو ذر:
فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله، الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا