لأقفون أثره ولأعلمن خبره، وان كنت قد خالفت أمره وجعلت اتبع اثره فوجدته (ع) مطلعا في البئر إلى نصفه يخاطب البئر، والبئر تخاطبه فحس بي والتفت (ع) وقال: من أنت؟
قلت: ميثم فقال يا ميثم ألم آمرك ان لا تتجاوز الخطة؟ قلت: يا مولاي خشيت عليك من الأعداء فلم يصبر لذلك قلبي. فقال: أسمعت ما قلت شيئا؟ قلت يا مولاي فقال يا ميثم:
وفي الصدر لبنات * إذا ضاق لها صدري نكثت الأرض بالكف * وأبديت لها سري فمهما تنبت الأرض * فذاك النبت من بذري وكان ميثم (ره) من الزهاد وممن يبست عليهم جلودهم من العبادة والزهادة، وقيل:
كان أمير المؤمنين (ع) يخرج من الجامع بالكوفة فيجلس عند ميثم التمار فيحادثه، فقال له ذات يوم: ألا أبشرك يا ميثم فقال: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: بأنك تموت مصلوبا فقال يا مولاي: وأنا على فطرة الاسلام؟ قال بلى. وروي أنه قال له: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني فقلت يا أمير المؤمنين: والله لا أبرء منك قال: إذا والله يقتلك ويصلبك. قلت: أصبر فذاك في الله قليل. فقال:
يا ميثم إذا تكون معي في درجتي. قال المفيد (ره): إن ميثم التمار كان عبدا لامرأة من من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين (ع) منها فأعتقه فقال له: ما أسمك فقال: سالم. فقال:
أخبرني رسول الله (ص) أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم. قال: صدق رسول الله وصدق أمير المؤمنين (ع) والله انه لاسمي قال (ع): ارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله (ص) ودع سالما فرجع إلى ميثم، واكتنى بأبي سالم وأخبره بشهادته كما مر.
وحج ميثم في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة فقالت: من أنت؟ قال: أنا ميثم. قالت: والله لربما سمعت رسول الله (ص) يذكرك في جوف الليل. فسألها عن الحسين فقالت له: إن الحسين (ع) خرج إلى حائط له. قال أخبريه أنني قد أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين. فدعت أم سلمة بطيب وطيبت لحيته وقالت له: أما إنها ستخضب بالدم. فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فادخل عليه فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند علي قال: ويحكم هذا الأعجمي؟ قيل له: نعم. قال له عبيد الله: