إذا ما الخيل ضيعها أناس * ربطناها وأشركنا العيالا نقاسمها المعيشة كل يوم * ونكسوها البرادع والجلالا ولما عرض الله الأشياء على آدم قال اختر ما شئت من خلق فأختار الخيل فقال الله عز وجل اخترت عزك وعز أولادك خالدا ما خلدوا باقيا ما بقوا ولذا قال رسول الله (ص) العز في نواصي الخيل والذي في أذناب البقر وأول من ركب الفرس وأول من ركب الخيل قابيل لما قتل أخاه هابيل ركب فرسا وهرب من خوف أبيه آدم ومن ذلك اليوم استنفرت الدواب من بني آدم لا سيما الفرس وما تمكن أحد من ركوبها إلى أيام إبراهيم الخليل ولما رفع إبراهيم قواعد البيت مع ولده إسماعيل كما في الآية إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل وذلك في الخامس من ذي القعدة أوحى الله إليهما أني معطيكما كنزا ادخرته لكما وهو الخيل ثم أوحى الله إلى إسماعيل أن أخرج وأدع بذلك الكنز فصعد على الجبل ودعى الله عز وجل بدعاء علمه جبرئيل فلم تبق فرس بأرض العرب إلا أجابته وأمكنته من نواصيها وتذللت له فركب إسماعيل على فرس منها ومن ذلك اليوم أنسوا بأولاد آدم ولذا قال رسول الله (ص): أركبوا الفرس فإنها ميراث إسماعيل وسخرها الله له ولأبيه إبراهيم، وكان إبراهيم يركبها كثيرا وكان يوما من الأيام راكبا فرسه ويمشي في البراري والقفار وصل أرض كربلاء فعثرت فرسه وسقط وشج رأسه الخ الخبر، والخيل لها أسماء كثيرة يقال لها الخيل لخيلائها في مشيها وكل من يركبها يستكبر ويورثه الخيلاء ويقال لها الجواد لأنه يجود بنفسه عدوه ونجاة صاحبه ويقال لها الفرس لأنها تفترس الأرض بسرعة مشيها أو لتفرسها لأنها في آخر درجة الحيوانية وأول درجة الانسانية في الفراسة وهي أشبه حيوانا بالانسان في الكرم والشرف وعلو الهمة وقبول التعليم وكان من فراسته لما وصل الحسين (ع) إلى كربلا وقف جواده ولم ينبعث خطوة حتى ركب ستة أفراس وهي تحته لا تخطوه خطوة ومن فراسته لما دخل الحسين (ع) المشرعة واقحم الفرس الفرات فلما أولغ الفرس رأسه ليشرب قال (ع): أنت عطشان وأنا عطشان والله لا ذقت الماء حتى تشرب فلما سمع الفرس كلام الحسين (ع) شال رأسه ولم يشرب كأنه فهم الكلام فقال الحسين أشرب فأنا أشرب فامتنع الفرس فمد الحسين (ع) يده فغرف غرفة من الماء، ومن فراسته قال أبو مخنف: لما صرع الحسين (ع) جعل الفرس يحامي عنه ويثب على الفارس فيخبطه عن سرجه الخ.
(٢٨)