لا دواء له فيه أيضا قال (ع) يأتي في آخر الزمان أناس من أمتي يأتون المساجد يقعدون فيه حلقا ذكرهم الدنيا وحب الدنيا لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة ثم انظر إلى ما قال الله تعالى في بعض ما أوحى روي في خصائص الحسينية قال الله تعالى يا عبادي أن بيوتي في الأرض المساجد وان زواري فيها عمارها فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره.
قال المرحوم شيخنا التستري في خصائصه لا يخفى أن الله جل وعلا يجل عن المكان والحول والمسكن والسكنى واتصاف بعض الأمكنة بكونه بيت الله إنما هو لشرافة خاصة من حيث جعله محل عبادة الله أو كثرة العبادة أو لأمر بالتوجه إليه حين العبادة أو كونه محاذيا لمحل العبادة أو لكونه صعب المنازل فيخلص فيه القصد إلى الله كما اجتمع ذلك في مكة المعظمة وبعض ذلك في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وهذا كلها بيت الله الظاهري وإنما حقيقة البيت لله معنى هو ما في الحديث القدسي إذ قال جل وعلا لا يسعني أرضي ولا يسعني سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن وقد أوحى الله تعالى إلى داود يا داود فرغ لي بيتا أسكن فيه فقال إنك تجل عن المكان والمسكن فأوحى الله إليه يا داود فرغ لي قلبك فكل قلب لم يكن فيه سوى محبة الله فهو بيت الله حقا فقلب المؤمن الكامل بيت الله حقيقة لأنه خال عن التعلق بغيره فليس فيه فكر ولا ذكر ولا هم إلا الله وقد ينتهي الامر إلى إنه لا يبصر إلا الله ولا يسمع إلا الله فهذا أحد معاني قوله تعالى في حديث القدسي حتى أكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وإذا تحقق ذلك وتأملت حق التأمل ظهر لك أن بيت الله الحقيقي الأكبر هو قلب الحسين (ع) فإنه فرغه لله تفريغا حقيقيا إذ لم يبق فيه علاقة لغير الله حتى العلاقة التي لا تنافي العلاقة مع الله وصار خاليا عن غير الله وفارغا عن جميع ما سوى الله وصار بيت الله الحقيقي التحقيقي الذي ليس فيه إلا الله فلله على الناس حج هذا البيت من استطاع إليه سبيلا ومن هذا يظهر لك الحديث من زار الحسين (ع) في كربلا كان كمن زار الله في عرشه بأبي وأمي فقد أخلي قلبه من التعلق بالسلطنة والرياسة والراحة ومن التعلق بالأولاد والعيال والاخوان والعشيرة ومن التعلق بالسلطنة والرياسة والراحة ومن التعلق بالأولاد والعيال والاخوان والعشيرة ومن التعلق بالسلطنة والوطن والديار والمسكن في هذه الأراضي والبلاد الموجودة لأنه لما علم أن رضا الله في ذلك اختار لنفسه وآثر رضاء الله على رضا نفسه ولذا قال في خطبته حين خروجه من مكة رضاء الله رضانا أهل البيت الخ.