ومحلتنا ومقر شيعتنا وقال جعفر الصادق (ع): تربة نحبها وتحبنا اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها وقول علي (كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي العكاظ على ما روي اسم سوق للعرب بناحية مكة كانوا يجتمعون بها في كل سنة يقيمون شهرا ويبيعون ويتفاخرون ويتناشدون شعرا قال أبو ذويب:
إذا بني القباب على عكاظ * وقام البيع واجتمع الألوف فلما جاء الاسلام هدم ذلك السوق وأكثر ما كان يباع بها الأديم فنسب الأديم إليها وقيل أديم العكاظي وقوله (ع) تمدين مد الأديم استعارة لما ينالها من العسف والتعب والأذى والمشقة من جور فساق الأمة والفراعنة والظلمة مما هموا في تخريب دورهما وبيوتها واحراق نخيلها وقتل أهلها ولكن الله تعالى ما جعل لهم إلى ذلك من سبيل ودفع الله عنها شرهم ولذا قال (ع) واني لاعلم انه ما أراد بك جبار سوء الا ابتلاه الله بشاغل وما ورماه بقاتل وفي جامع الأخبار عن أمير المؤمنين (ع): مكة حرم الله تعالى والمدينة حرم رسول الله (ص) والكوفة حرمي لا يردها جبار مع يجور فيها إلا قصمه الله ومن الذين أراد بها السوء فرماه الله بقاتل وابتلاه بشاغل وقصم ظهره وأهلكه زياد بن أبيه لعنه الله كان يخطب على المنبر بالكوفة إذ رموه بالحصاء فغضب من ذلك وقطع أيدي ثمانين من أهل الكوفة وهم أن يخرب دورهم ويحرق نخيلهم فجمعهم حتى ملاء بهم المسجد وهو يريد أن يعرضهم على البراءة من علي (ع) وعلم أنه سيمتنعون فيحتج بذلك على استيصالهم واخراب بلدهم قال عبد الرحمن بن السائب الأنصاري كنت مع نفر من قومي والناس يومئذ في أمر عظيم فنمت ورأيت شيئا اقبل طويل العنق مثل عنق البعير فقلت من أنت قال انا النقاد ذو الرقبة بعثت إلى صاحب هذا القصر فانتبهت فزعا وقلت لأصحابي هل رأيتم ما رأيت قالوا لا فأخبرتهم بالخبر فعند ذلك خرج علينا خارج من القصر وقال انصرفوا فان الأمير يقول لكم اني عنكم اليوم مشغول وإذا الطاعون قد ضربه وكان يقول اني لأجد في النصف من جسدي حر النار ومات من يومه.
ومنهم الحجاج أراد أن يخرب الكوفة فولدت في بطنه الحيات واحترق دبره فمات لعنه الله والحاصل أن الكوفة بلدة شريفة والاخبار في مدحها كثيرة واما شرافة مسجدها فهي لا تعد ولا تحصى منها هذا الخبر الذي روى الصدوق في الأمالي بأسانيد ينتهي إلى الأصبغ بن نباته قال بينما نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين (ع) في مسجد الكوفة إذ قال