تعالى: والشجرة الملعونة في القرآن وتخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا لا يخفى أن الشجرة الطيبة هي محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم، والشجرة الملعونة هي أمية وأولاده.
ومعلوم أن الشجرة الرديئة لا تثمر إلا ثمرة رديئة، وهذه الشجرة الملعونة بنو أمية مقابل الشجرة الطيبة محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم، ولكل نور ظلمة، ولكل موسى فرعون ولم يزالوا يسعون في قطع تلك الشجرة الطيبة فيا لله من ظلم هؤلاء واجترائهم على الله ولا سيما يزيد بن معاوية كان شر الخلائق من الأولين والآخرين لأنه صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود، ومنادمة على الشراب والمغنين.
وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت الملاهي، واظهر الناس شرب الشراب وكان ليزيد قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته، ويطرح له متكأ وكان قردا خبيثا، وكان يحمله على أتان وحشية قد ربضت وذلت له بسرج ولجام، والبس القرد قباء من الحرير ووضع على رأسه قلنسوة ذات ألوان بشقائق، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع، فإذا كان يوم الحلبة خرج القرد وركب الأتان ويساق الخيل في العدو حتى يأخذ القصبة، ويرجع قبل الخيول والفرسان.
ولما شاع فسقه وفجوره وشربه ولهوه وما ظهر من قتل الحسين ابن بنت رسول الله خلع أهل المدينة بيعته، وأخرجوا عامله وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان من المدينة وذلك بإشارة عبد الله بن الزبير لأنه خرج بمكة ودعى الناس إلى مبايعته، وأظهر شنايع يزيد وفساد أفعاله، ولما بلغ ذلك يزيد غضب غضبا شديدا وسرح إلى المدينة جيشا عظيما عليهم مسلم بن عقبة وأمره بقتل أهل المدينة حتى يقروا بالعبودية ليزيد. ثم توجه إلى مكة لاخذ ابن الزبير وقتله لأنه خرج بمكة ويدعو الناس إلى نفسه، وادعى الإمامة فبلغ ذلك يزيد وكتب كتابا إلى ابن الزبير يقول:
ادع إلهك في السماء فأنني * أدعو عليك رجال عك واشعرا كيف النجاة انا خبيب منهم * فاختل لنفسك قبل أتي العسكرا ولما انتهى الجيش إلى الموضع المعروف بالحرة قرب المدينة خرج إليهم أهل المدينة في عسكر عظيم عليهم عبد الله بن مطيع العدوي وعبد الله ابن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري، وكانت وقعة عظيمة قتل فيها خلق كثير من الناس وبنو هاشم وسائر قريش والأنصار وغيرهم.