____________________
وثانيها: ما قيل: من أن المراد أنه سبحانه لا يعرف بخلقه العباد، بأن يكون هذا المعنى المصدري أعني خلقهم وايجادهم، دليلا عليه، فيكون من باب الاستدلال بالصنع على الصانع، وذلك أن البراهين العقلية على خلقه كثيرة، فلا حاجة إلى الاستدلال عليه بالمحسوسات، وإن كانت من جملة الأدلة عليه.
وثالثها: أن يقرأ قوله (يعرفون بالله) على البناء للفاعل، والمعنى: أن الله عز وجل لا يعرف بخلقه كما تقدم، بل العباد يعرفون الله بالله، فيكون إشارة إلى ما حكيناه من طريقة المصدقين الذين يستدلون بالحق لا عليه.
ورابعها: أنه تعالى أجل من أن يعرف بخلقه، أي: بصفات خلقه ومشابهتها كما يصفه المشبهة وتعرفه بتلك الصفات، بل الخلق يعرفون بالله، أي: بكونهم مصنوعين له وهم عبيد مقهورون، فيقال مثلا: فلان عبد الله ومصنوعه ومنسوب إليه، فهو حينئذ معروف بالانتساب إلى الصانع، وليس الصانع معروفا بالانتساب إلى المصنوع.
وخامسها: أنه تعالى أجل من أن يعرفه العباد بإقامة البراهين من أنفسها، بل البراهين والأدلة التي عرفوه بها إنما هي من رشحات فيضه تعالى شأنه، لكن العباد يعرفون بالله، أي: يعرف بعضهم بعضا بما أفاض عليهم من معرفة الحقائق والأجناس والفصول ونحوها.
وثالثها: أن يقرأ قوله (يعرفون بالله) على البناء للفاعل، والمعنى: أن الله عز وجل لا يعرف بخلقه كما تقدم، بل العباد يعرفون الله بالله، فيكون إشارة إلى ما حكيناه من طريقة المصدقين الذين يستدلون بالحق لا عليه.
ورابعها: أنه تعالى أجل من أن يعرف بخلقه، أي: بصفات خلقه ومشابهتها كما يصفه المشبهة وتعرفه بتلك الصفات، بل الخلق يعرفون بالله، أي: بكونهم مصنوعين له وهم عبيد مقهورون، فيقال مثلا: فلان عبد الله ومصنوعه ومنسوب إليه، فهو حينئذ معروف بالانتساب إلى الصانع، وليس الصانع معروفا بالانتساب إلى المصنوع.
وخامسها: أنه تعالى أجل من أن يعرفه العباد بإقامة البراهين من أنفسها، بل البراهين والأدلة التي عرفوه بها إنما هي من رشحات فيضه تعالى شأنه، لكن العباد يعرفون بالله، أي: يعرف بعضهم بعضا بما أفاض عليهم من معرفة الحقائق والأجناس والفصول ونحوها.