25 - الدر المنثور: عن ابن عباس قال الحواريون لعيسى بن مريم: لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة فحدثنا عنها، فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثب (1) من تراب فأخذ كفا من ذلك التراب وقال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:
هذا كعب حام بن نوح، فضرب الكثيب بعصاه وقال: قم باذان الله، فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب (2)، قال له عيسى: هكذا هلكت؟ قال: لا، مت وأنا شاب ولكنني ظننت أنها الساعة فمن ثم شبت، قال: حدثنا عن سفينة نوح، قال:
كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع، كانت ثلاث طبقات: فطبقة فيها الدواب والوحش، وطبقة فيها الانس، وطبقة فيها الطير، فلما كثرت أرواث الدواب أوحى الله إلى نوح: أن اغمز ذنب الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث، فلما وقع الفأر بخرز السفينة يقرضه أوحى الله إلى نوح: أن اضرب عيني الأسد فخرج من منخره سنور وسنورة فأقبلا على الفأر، فقال له عيسى:
كيف علم نوح أن البلاد قد غرقت؟ قال: بعث الغراب يأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه بالخوف فلذلك لا يألف البيوت، ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها وطين برجلها فعلم أن البلاد قد غرقت فطوقها الخضرة التي في عنقها ودعا لها أن تكون في انس وأمان فمن ثم تألف البيوت، فقالوا: يا روح الله ألا تنطلق به إلى أهالينا فيجلس معنا ويحدثنا؟ قال: كيف يتبعكم من لا رزق له، ثم قال له: عد بإذن الله، فعاد ترابا.
وعن عكرمة قال: لما حمل نوح في السفينة الأسد قال: يا رب إنه يسألني الطعام من أين أطعمه؟ قال: إني سوف أشغله عن الطعام، فسلط الله عليه الحمى فكان نوح يأتي بالكبش فيقول: كل، فيقول الأسد: آه.
وعن وهب بن منبه قال: لما أمر نوح أن يحمل من كل زوجين اثنين قال: