يدعو الرجال إلى نفسه، وأما الخنزير فقوم نصارى سألوا ربهم عز وجل إنزال (1) المائدة عليهم فلما نزلت عليهم كانوا أشد كفرا وأشد تكذيبا، وأما القردة فقوم اعتدوا في السبت وأما الجريث فكان ديوثا يدعو الرجال إلى أهله، وأما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه، وأما الوطواط فكان يسرق الثمار من رؤوس النخل، وأما الدعموص فكان نماما يفرق بين الأحبة، وأما العقرب فكان رجلا لذاعا لا يسلم على لسانه (2) أحد، وأما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها، وأما الأرنب فكانت امرأة لا تطهر من حيض ولا غيره، وأما سهيل فكان عشارا باليمن، وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل وهي التي فتن بها هاروت وماروت و كان اسمها ناهيل، والناس يقولون: ناهيد (3).
قال الصدوق رضي الله عنه: إن الناس يغلطون في الزهرة وسهيل ويقولون:
إنهما كوكبان وليسا كما يقولون، ولكنهما دابتان من دواب البحر سميا بكوكبين كما سمي الحمل والثور والسرطان والأسد والعقرب والحوت والجدي وهذه حيوانات سميت على أسماء الكواكب، وكذلك الزهرة وسهيل، وإنما غلط الناس فيهما دون غيرهما لتعذر مشاهدتهما والنظر إليهما، لأنهما من البحر المطيف بالدنيا بحيث لا تبلغه سفينة ولا تعمل فيه حيلة، وما كان الله عز وجل ليمسخ العصاة أنوارا مضيئة فيبقيهما ما بقيت الأرض والسماء والمسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام حتى ماتت وهذه الحيوانات التي تسمى المسوخ فالمسوخية لها اسم مستعار مجازي، بل هي مثل المسوخ التي حرم الله تعالى أكل لحومها لما فيه من المضار، وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام: نهى الله عز وجل عن أكل المثلة لكيلا ينتفع بها ولا يستخف بعقوبته (4).