تعرف (1) وما لا ترى العين (2) يشهد به القلب.
فأخذ بيد الرجل، ثم انطلق (3) حتى أتى شاطئ البحر، فقال: أيها العبد المطيع لربه أظهر ما فيك، فانفلق [البحر] (4) عن آخر ما (5) فيه وظهر ماء أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، وألذ من الزنجبيل.
فقال له: يا أبا عبد الله، جعلت فداك، لمن هذا؟
قال: للقائم وأصحابه.
قال: متى؟
قال: إذا قام القائم وأصحابه نفذ (6) الماء الذي على وجه الأرض حتى لا يوجد ماء، فيضج المؤمنون [إلى الله] (7) بالدعاء، فيبعث الله لهم هذا الماء، فيشربونه وهو محرم على من خالفهم.
قال: ثم رفع رأسه فرأى في الهواء خيلا مسرجة ملجمة ولها أجنحة، فقلت: يا با عبد الله، ما هذه الخيل؟
فقال: هذه خيل القائم وأصحابه.
قال الرجل: أنا أركب شيئا منها؟
قال: إن كنت من أنصاره.