مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ٥ - الصفحة ٢٨٥
وآله - بالنبوة لأسجننك ولأشددن عليك، فقال عيسى بن زيد: إحبسوه في المخبأ - وذلك دار ريطة اليوم (1) - فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: أما والله إني سأقول ثم أصدق، فقال له عيسى بن زيد: لو تكلمت لكسرت فمك.
فقال (له) (2) أبو عبد الله - عليه السلام -: أما والله يا أكشف يا أزرق لكأني بك تطلب لنفسك جحر ا تدخل فيه، وما أنت في المذكورين عند اللقاء، وإني لأظنك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر، فنفر عليه محمد بانتهار (3): أحبسه وشدد عليه واغلظ عليه.
فقال له أبو عبد الله - عليه السلام -: أما والله لكأني بك خارجا من سدة أشجع إلى بطن الوادي، وقد حمل عليك فارس معلم (4) في يده طرادة نصفها أبيض ونصفها أسود، على فرس كميت أقرح (5)، فطعنك فلم يصنع فيك شيئا، وضربت خيشوم فرسه فطرحته، وحمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدئليين (6) عليه غديرتان مصفوفتان (7) قد خرجتا من تحت بيضة (8) كثير شعر الشاربين، فهو والله صاحبك فلا رحم الله رمته.

(1) ريطة المثناة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية أم يحيى بن زيد وكانت ريطة في هذا اليوم تسكن هذه الدار، وفي بعض النسخ (ربطه) بالموحدة وقيل المراد بها ربطة الخيل.
(2) من المصدر والبحار.
(3) التصفيق: ضرب إحدى اليدين بالأخرى، والهيق بالمثناة التحتانية: الذكر من النعامة، والنفر: الزجر والغلظة، والانتهار: الزبر والخشونة (الوافي: 2 / 163).
(4) أعلم الفارس جعل لنفسه علامة الشجعان، فهو معلم. والطرادة: رمح قصير.
(5) الاقرح: الفرس الذي في وجهه ما دون الغرة (الوافي: 2 / 163).
(6) الدئل - بالضم فالكسر - أبو قبيلة والنسبة الدئلي، والغديرة الذؤابة.
(7) في المصدر والبحار: مضفورتان، والمضفورة: المنسوجة.
(8) في البحار: بيضته.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست