مقدمة التحقيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى، خاتم الأنبياء والمرسلين، وآله البررة الكرام الطيبين الطاهرين.
واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن القلوب السليمة، والأفكار المستقيمة تستشرق إلى معرفة البدايات، وتشرأب إلى إدراك المنشآت، لأنها كثيرا ما تجد للحدث التاريخي الذي كان قبل ألف سنة مثلا، آثارا بارزة حتى في واقع حياتها اليومية الحاضرة، ومن تدبر مجاري الأمور، ومبادئ الليل والنهار صار كأنه عاصر تلك العصور، وباشر تلك الأمور، وإليه وقعت الإشارة الإلهية إلى نبيه - صلى الله عليه وآله - بقوله * (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) * (1).
وقال سبحانه: * (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد) * (2).