السادس الأربعون تكليم الشمس له - عليه السلام - بكلام آخر وتسليمها 137 - ثاقب المناقب: عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وآله - إذ دخل علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال رسول الله: يا أبا الحسن أتحب أن نريك كرامتك على الله؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال: فإذا كان غدا فانطلق إلى الشمس معي فإنها ستكلمك بإذن الله تعالى، فماجت (1) قريش والأنصار بأجمعها، فلما أصبح صلى الغداة وأخذ بيد علي بن أبي طالب، وانطلق ثم جلسا ينتظران طلوع الشمس، فلما طلعت الشمس قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا علي كلمها فإنها مأمورة وإنها ستكلمك، فقال - عليه السلام -:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته أيها الخلق السامع المطيع، فقالت الشمس:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خير الأوصياء، لقد أعطيت في الدنيا والآخرة ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت، فقال علي - عليه السلام -:
ماذا أعطيت؟ فقالت: ولم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن الناس، ولكن هنيئا لك العلم والحكمة في الدنيا والآخرة فأنت ممن قال الله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة عين جزاء بما كانوا يعملون} (2) وأنت ممن قال الله تعالى [فيه] (3) {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} (4) فأنت المؤمن خصك الله بالايمان.
وروى أن الشمس كلمته ثلاث مرات. (5)