الثاني أن عليا - عليه السلام - سمي أمير المؤمنين، يوم أخذ الله جل جلاله الميثاق وفي عهد النبي - صلى الله عليه وآله - ولم يسم به غيره لا قبله ولا بعده، وما على من تسمى به غيره.
4 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى (1)، عن أحمد بن محمد (2)، عن علي بن الحكم (3)، عن داود العجلي (4)، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا، وماء مالحا أجاجا فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا.
فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم قال: * (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) * (5).
ثم أخذ الميثاق على النبيين، فقال: ألست بربكم، وإن هذا محمد رسولي، وإن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى: فثبتت لهم النبوة.
وأخذ الميثاق على اولي العزم أنني ربكم، ومحمد رسولي، وعلي أمير المؤمنين، وأوصياؤه من بعده ولاة أمري، وخزان علمي - عليهم السلام - وأن المهدي أنتصر به لديني، واظهر به دولتي، وأنتقم به من أعدائي، واعبد به طوعا وكرها. قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا، ولم يجحد آدم، ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي، ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به وهو قوله عز وجل