[يا] (1) حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك، وباهى الله بك (حملة عرشه) (2)، ثم قال: الحمد لله الذي فضلني على سائر الأنبياء، وأيدني بوصيي سيد الأوصياء، ثم قرأ {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا} (3) الآية (4).
139 - وروى هذا الحديث الشيخ المتكلم أبو علي محمد بن أحمد ابن علي الفتال في روضة الواعظين: قال: قال ابن عباس: لما فتح [رسول] (5) الله مكة خرجنا ونحن ثمانية آلاف، فلما أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وآله - الهجرة (وقال: لا هجرة) (6) بعد الفتح، قال:
ثم تهيئنا إلى هوازن، فقال النبي - صلى الله عليه وآله - [لعلي بن أبي طالب - عليه السلام -] (7) قم يا علي فانظر كرامتك على الله عز وجل، كلم الشمس إذا طلعت.
قال ابن عباس: والله ما حسدت (8) أحدا إلا علي بن أبي طالب ذلك، وقلت للفضل: قم ننظر كيف تكلم علي بن أبي طالب الشمس، فلما طلعت الشمس قام علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال: السلام عليك أيها العبد الدائب في طاعة ربه، فأجابته الشمس وهي تقول: وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه، قال: فانكب علي - عليه السلام - ساجدا شكرا لله عز وجل، قال: فوالله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - قام فأخذ برأس علي - عليه السلام - يقيمه ويمسح وجهه ويقول: قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء