فإن خالفوه هلكوا كما هلكت الأمم بمخالفتها الأوصياء) (1). قال: قد فعلنا ذلك يا هام، فهل من حاجة فإني أحب قضاءها لك. قال: نعم يا رسول الله أحب أن تعلمني من هذا القرآن (الذي) (2) انزل عليك، وتشرح (لي) (3) سننك وشرائعك لأصلي بصلاتك.
قال (النبي - صلى الله عليه وآله -) (4) يا أبا الحسن ضمه إليك وعلمه. قال علي - عليه السلام -: فعلمته فاتحة الكتاب، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، وآيات من آل عمران والأعراف والانعام والأنفال وثلاثين سورة من المفصل، ثم إنه غاب فلم نره (5) إلا يوم صفين، فلما كان ليلة الهرير نادى: يا أمير المؤمنين اكشف عن رأسك فإني أجده في الكتاب أصلع. فقال: أنا ذلك، ثم كشف عن رأسه (6) - عليه السلام - ثم قال: أيها الهاتف اظهر لنا (7) يرحمك الله.
قال: فظهر له فإذا هو الهام بن الهيم. قال: من تكون؟ قال (له) (8): أنا الذي من (الله) (9) علي بك وعلمتني كتاب الله وآمنت [بك و] (10) بمحمد - صلى الله عليه وآله -.
(قال:) (11) فعند ذلك سلم عليه وجعل يحادثه ويسأله، ثم قاتل (بين يديه) (12) إلى الصبح، ثم غاب.