الجراح واسمه تاريج القران بالجيم المنقطة من تحتها نقطة واحدة وذكر اثنين وستين بابا في كل باب ما وقع له انه يليق بها فذكر في الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الكراس الرابع يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مأتين وان يكن منكم مأة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مأة صابرة يغلبوا مأتين وان يكن منكم الف يغلبوا الفين بإذن الله والله مع الصابرين.
أقول: قال لي قائل هل رويت لأي حال كان من الحسنة الواحدة عشرا قلت ما على خاطري الآن ذلك ولكن إن كان يمكن انه لما كان في صدر الاسلام قد كلف المؤمن ان يجاهد عشرة من الكفار اقتضى العدل والفضل أن يكون عوض الحسنة عشرا فلما نسخ الله جل جلاله ما له تعالى من التكليف أبقى جل جلاله من التضعيف والتشريف إن كان هذا التأويل.
أقول: وانظر إلى أن الآية الأولى فيها الواحدة لعشرة خالية من لفظ تقوية قلوبهم بقوله بإذن الله والآية التي خفف عنهم ذكر فيها بإذن الله وان الله جل جلاله مع الصابرين وجعل علة ذلك ما علم فيهم من الضعف ولعل تأويل هذا انهم لما كانوا في بداية الاسلام كان ملوك الدنيا يستضعفونهم ان يقصدونهم بالمحاربة وكان أعدادهم اضعافهم قليلين ولما شاع الاسلام قوى أصحابه وصار أعدادهم اضعافهم من قبل فاحتاجوا إلى ترغيب وضمان النصرة لهم وأراهم انني خففت عن كثرة العدد لأرينكم انني انا القيم بنصرة رسولي وديني فيطيب قلوبهم كما قال موسى لبني إسرائيل لما قالوا انا لمدركون فقال كلا انى معي ربى سيهدين فسكنت القلوب وفرجت الكروب فصل فيما نذكره من الجزء الأول من اعراب القرآن تصنيف أبي إسحاق إبراهيم السرى الزجاج من الوجهة الأولة من القائمة الثالثة من السطر السادس والعشرين بلفظه قوله عز وجل الحمد لله رب العالمين الحمد