منها وعن مجاهد هي الفجر لأنها بين صلوتي العصر وصلوتي الليل وعن قبيصة بن ذويب انها المغرب لأنها وتر النهار ولا ينقص في السفر من ثلاث.
يقول علي بن موسى بن طاووس: اما حديث يوم الأحزاب فان الذي عرفته مما يعتمدون عليه ان النبي (ص) قال شغلونا عن صلاة العصر ولم يذكر الوسطى، واما قوله ملأ الله بيوتهم نارا واما تأويله في قرائة عايشة وابن عباس اما الظهر واما الفجر فان ظاهر اللفظ انها الظهر لان العطف الحقيقي انما يكون على الأقرب منه والأقرب من العصر هو الظهر فكيف عدل عن الظهر إلى الفجر واما المغرب فقد تعجبت منه وكل هذه الاختلافات إنما أحدثها مفارقة أصحاب هذه الروايات لأهل بيت صاحب النبوة صلوات الله عليهم، الذين جعلهم خلفاء منه في قوله (ص) {اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض والذي رويناه عن سلفاءنا الطاهرين العارفين بتأويل القرآن واسرار رب العالمين ان صلاة الوسطى صلاة الظهر وذلك لعدة أمور، منها ان صلاة الجمعة المفروضة تكون فيها فكانت أهم من هذه الجهات، ومنها ان فيها ساعة يستجاب فيه من أهل الدعوات فكانت لهم لأجل هذه العنايات، ومنها ان أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس فكانت أهم لهذه الإشارات ومنها ان في الروايات ان صلاة الأوابين هي عند الزوال فكانت أهم لأجل هذه الصفات، ومنها ان الوسطى حقيقة لأنها بين صلوتين نهاريتين بين صلاة الفجر وصلاة العصر، ومنها انها وسط النهار وليس في الفرائض ما هو وسط نهار ولا ليل، ومنها الرواية عن ابن عباس وعايشة والصلاة الوسطى وصلاة العصر وكذلك روينا عن غير ابن عباس من أهل البيت بالواو المعطوفة في العصر على الأقرب منها وهي صلاة الظهر، ومنها ان ابتداء الدنيا كان نهارا وفيه بعث الأنبياء وفيه المعاش للبقاء والاعتبار بالوسطى في فرائضه إلى فهم ذوي الابصار.
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من الكشاف للزمخشري من الوجهة