صلوات الله عليهما وأولى الناس بالناس وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام وأبو الذرية التي بقيت لرسول الله صلى الله عليه وآله وأعظم سهما " للإسلام من المهاجرين والأنصار، والله لو كلفتني نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي (1) أبدا حتى يأتي علي يومي وفي يدي سيفي أهز به عدوك (2) وأقوي به وليك ويعلو به الله كعبك ويفلج به حجتك (3) ما ظننت أني أديت من حقك كل الحق الذي يجب لك علي. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم نور قلبه باليقين واهده إلى الصراط المستقيم، ليت في شيعتي مائة مثلك (4).
وحدثنا أحمد بن هارون، وجعفر بن محمد بن قولويه، وجماعة، عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن النضر، عن صباح، عن الحارث ابن الحصيرة، عن صخر بن الحكم الفزاري (5)، عمن حدثه أنه سمع عمرو بن الحمق يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد الحرام أو في مسجد المدينة يقول:
يا عمرو وهل لك في أن أريك آية الجنة يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق وآية النار يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق؟ فقلت: نعم بأبي أنت وأمي فأرنيهما، فأقبل علي عليه السلام يمشي حتى سلم فجلس، فقال صلى الله عليه وآله: يا عمرو هذا وقومه آية الجنة، ثم أقبل معاوية حتى سلم، ثم جلس، فقال صلى الله عليه وآله: يا عمرو هذا وقومه آية النار.
وذكر أن بدء إسلامه أنه كان في إبل لأهله وكانوا أهل عهد لرسول الله صلى الله عليه وآله وإن أناسا " من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مروا به وقد بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله في بعث، فقالوا: يا رسول الله ما معنا زاد ولا نهتدي الطريق، فقال: إنكم ستلقون رجلا " صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ويهديكم الطريق، هو من أهل