من النهل (1) أتستهدفون أمير المؤمنين صلوات الله عليه ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله؟ لقد سولت لكم أنفسكم خسرانا " مبينا ". فبعدا " وسحقا " للكفرة الظالمين، عدل بكم عن القصد الشيطان وعمى لكم عن واضح المحجة الحرمان، فقال له عبد الله بن وهب الراسبي (2): نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير وهدرت فأطنبت في الهدير، أبلغ صاحبك أنا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل، فقال عبد الله بن وهب أبياتا " قال العكلي الحرماري: ولا أدري أهي له أم لغيره:
نقاتلكم كي تلزموا الحق وحده * ونضربكم حتى يكون لنا الحكم فإن تبتغوا حكم الإله نكن لكم * إذا ما اصطلحنا الحق والأمن والسلم وإلا فإن المشرفية محذم * بأيدي رجال فيهم الدين والعلم (3) فقال صعصعة: كأني أنظر إليك يا أخا راسب مترملا " بدمائك، يحجل الطير بأشلائك، (4) لا تجاب لكم داعية ولا تسمع لكم واعية، يستحل ذلك منكم إمام هدى، قال الراسبي:
سيعلم الليث إذا التقينا * دور الرحى عليه أو علينا أبلغ صاحبك أنا غير راجعين عنه أو يقر لله بكفره أو يخرج عن ذنبه فإن الله قابل التوب، شديد العقاب، وغافر الذنب، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج.
فقال صعصعة: " عند الصباح يحمد القوم السرى ". (5) ثم رجع إلى علي صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثل علي عليه السلام: