وانما يكتفي أولوا الألباب والحجى وأولوا النهى أن يعلموا انه إذا انكشفت الغطاء رأوا ما يوعدون وقال في أية أخرى فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا يعني أرسل عليهم عذابا وكذلك اتيانه بنيانهم وقال الله عز وجل فأتى الله بنيانهم من القواعد فاتيانه بنيانهم من القواعد ارسال العذاب وكذلك ما وصف من أمر الآخرة تبارك اسمه وتعالى علوا كبيرا انه يجرى أموره في ذلك اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة كما يجرى أموره في الدنيا لا يغيب ولا يأفل مع الآفلين فاكتف بما وصفت (وصف خ ل) لك من ذلك مما جال في صدرك مما وصف الله عز وجل في كتابه ولا تجعل كلامه ككلام البشر هو أعظم وأجل وأكرم وأعز تبارك وتعالى من أن يصفه الواصفون إلا بما وصف به نفسه في قوله عز وجل قال ليس كمثله شئ وهو السميع البصير قال فرجت عني يا أمير المؤمنين فرج الله عنك وحللت عني عقدة قال وأما قوله بل هم بلقاء ربهم كافرون
(٧٣)