الليل من النهار ولا عرف الشهر ولا السنة ولا عرف الشتاء من الصيف ولا عرف الربيع من الخريف ولا علم أصحاب الدين متى يحمل دينهم ولا علم العامل متى يتصرف في معيشته ومتى يسكن لراحة بدنه فكان الله تبارك وتعالى لرأفته بعباده نظر لهم فبعث جبرئيل عليه السلام إلى إحدى الشمسين فمسح بها جناحه فاذهب منها الشعاع والنور وترك فيها الضوء فذلك قوله وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا أية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا من فضلا ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا و جعلهما يجريان في الفلك والفلك بحر فيما بين السماء والأرض مستطيل في السماء استطالته ثلاثة فراسخ يجري في غمرة الشمس و القمر كل واحد منهما على عجلة يقودهما ثلاثمأة ملك بيد كل ملك منهما عروة يجرونهما في غمرة ذلك البحر لهم زجل بالتهليل والتسبيح و التقديس لو برز واحد من غمر ذلك البحر لاحترق كل شئ على وجه
(١١٣)