فاتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وبادروا بالعمل مقطعات النهمات وهادم اللذات فان الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها غرور حائل وشبح فائل وسناد مائل يمضى مستطرفا ويردى مستردفا باتعاب شهواتها وختل تراضعها اتعظوا عباد الله بالعبر واعتبروا بالآيات والأثر وازدجروا بالنذر وانتفعوا بالمواعظ فكان قد علقتكم مخالب المنية وضمكم بيت التراب ودهمتكم مفظعات الأمور بنفخة الصور وبعثرت القبور وسياقة المحشر وموقف الحساب بإحاطة قدرة الجبار كل نفس معها سائق يسوقها لمحشرها وشاهد يشهد علينا بعملها وأذشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيئ بالنبيين و الشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون فارتجت لذلك اليوم البلاد ونادى المناد وكان يوم التلاق وكشف عن ساق وكسفت الشمس وحشرت الوحوش مكان مواطن الحشر وبدت الاسرار
(٧٢)