سنة خمس وثلاثين وخمسمأة أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال قرأته عليه أنبأنا أبو محمد المتأسف بن محمد الخلال قرأت على أبى الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح في يوم الخميس لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وثلثمأة قلت له حدثكم أبو علي الغماري قال حدثني أبو عوسجة سجلة بن عرفجة من اليمن قال حدثني أبي عرفجة بن عرفطة قال حدثني أبو الهراش جرى بن كليب قال حدثني هشام بن محمد عن أبيه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح قال جلس جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يتذاكرون فتذاكروا أي الحروف ادخل في الكلام فاجمعوا على أن الألف أكثر دخولا في الكلام من سائرها فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فخطب هذه الخطبة على البديهة وأسقط منها الألف وسماها المونقة وقال حمدت وعظمت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه وتمت كلمته ونفذت مشيته وبلغت قضيته حمد عبد مقر بربوبية متخضع لعبوديته متضل لخطيئة معترف بتوحيده مؤمل من ربه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فضيلته و بنيه ويستعينه ويسترشده ويستهديه ويؤمن به ويتوكل عليه وشهدت له تشهد مخلص موقن وبعزته مؤمن وفردته تفريد مؤمن متقن ووحدت له توحيد عبد مذعن ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولى في صنعه جل عن مشير ووزير و عن عون ومعين ونظير علم فستر وبطن فخبر وملك فقهر وعصى
(٢٨)