فقد حبط اجره أفضل عمل المؤمن انتظار الفرج من أحزن والديه فقد عقهما استنزلوا الرزق بالصدقة ادفعوا أنواع البلاء بالدعاء عليكم به قبل نزول البلاء فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة للبلاء أسرع إلى المؤمن من السيل من أعلى التلعة إلى أسفلها أو ركض البرازين سلوا العافية من جهد البلاء فان جهد البلاء ذهاب الدين السعيد من وعظ بغيره واتعظ روضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة فان عبد المؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم من شرب الخمر وهو يعلم أنها خمر سقاه الله من طينة الخبال وإن كان مغفورا له لا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر لتطيب المرأة قوله فقد عقهما يقال عق الولد أباه يعقه عقوقا من باب قعد إذا اذاه وعصاه وترك الاحسان إليه وهو البر به واصله من العق وهو الشق والقطع النسمة كل ذي روح من انسان وغيره والتلعة ما علاء من الأرض والبرازين جمع البرذون بكسر الباء وفتح الزاء المعجمة التركي من الخيل والدابة وخلافها العراب حكى من المغرب وعن ابن الأنباري يقع على الذكر والأنثى وركضها سرعتها واصلها برذن أي أثقل الجهد المشقة وبمعنى الطاقة والاستطاعة والأول هنا المراد قوله طينة الخيال فسرت بصديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في جهنم واصله الفساد والهلاك والسم القاتل
(٢٣٩)