شرب الخمر والربا وما أشبه ذلك من الخنا والمأثم حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النار ويوم القيمة لا ينصرون يا كميل انه مستقر ومستودع فاحذروا ان تكونوا من المستودعين يا كميل انما تستحق أن تكون مستقرا إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك إلى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه وهديناك إليه يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة يا كميل ان الله عز وجل لا يسئلك الا عما فرض وانما قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للأهوال العظام والطامة يوم المقام يا كميل ان الواجب لله أعظم من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ولكن من تطوع خيرا فهو خير له يا كميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ونعمت الله عليك أكثر من كل عملك يا كميل انه لا تخلو من نعمت الله عز وجل
(١٢٣)