الإمام المطهر من الذنوب، والمبرأ عن العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب.
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره؟ هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسأت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه، لا كيف وأنى؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين، ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!.
____________________
والأفهام إلى معرفة الإمام، ففرع عليها بقوله: (فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام و (1) يمكنه اختياره؟) وعلى الثاني يكون تفريعا لبطلان ما وقع بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ابتناء الإمامة على اختيار الجهال، ويكون ما بعده تأييدا له وتبيينا لما هو أعم منه مأخذا منه من بطلان ابتناء الإمامة على اختيار العباد (2) بعقولهم وأفهامهم ولو كانوا ذوي بصائر، وأولي الألباب، فبينه بكلام الفصل إلى قوله: (فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟) تصريحا بالنتيجة بتفريعها على المقدمات.