لم يزل الله مريدا؟ قال: " إن المريد لا يكون إلا لمراد معه، لم يزل الله عالما قادرا ثم أراد ".
2. محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن بكير بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): " علم الله ومشيئته هما مختلفان أو متفقان؟ فقال: " العلم ليس هو المشيئة، ألا ترى أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله، ولا تقول: سأفعل كذا إن علم الله؛ فقولك إن شاء
____________________
باب الإرادة أنها من صفات الفعل قوله: (إن المريد لا يكون إلا المراد (1) معه) أي لا يكون المريد بحال إلا حال كون المراد معه، ولا يكون مفارقا عن المراد (2). وحاصله أن ذاته سبحانه مناط لعلمه وقدرته، أي صحة الصدور واللاصدور بأن يريد فيفعل، وأن لا يريد فيترك، فهو بذاته مناط لصحة الإرادة وصحة عدمها، فلا يكون بذاته مناطا للإرادة وعدمها، بل المناط فيها الذات مع حال المراد، فالإرادة أي المخصصة لأحد الطرفين لم تكن من صفات الذات، فهو بذاته عالم قادر مناط لهما، وليس بذاته مريدا مناطا لها، بل بمدخلية مغاير متأخر عن الذات، وهذا معنى قوله: (لم يزل عالما قادرا ثم أراد).
قوله: (العلم ليس هو المشية، ألا ترى أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله تعالى ولا تقول: سأفعل (3) كذا إن علم الله) أي ليس معنى المشية معنى العلم بعينه؛ فإن العلم
قوله: (العلم ليس هو المشية، ألا ترى أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله تعالى ولا تقول: سأفعل (3) كذا إن علم الله) أي ليس معنى المشية معنى العلم بعينه؛ فإن العلم