أخبرني أسباط بياع الزطي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله رجل عن قول الله عز وجل: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين * وإنها لبسبيل مقيم) قال: فقال: " نحن المتوسمون، والسبيل فينا مقيم ".
____________________
باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم قوله: (نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم) أي المفهوم من قوله: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) (1) أن فيه لعلامات وأمورا دالة للمتوسمين، وهم المتفرسون الذين ينتقلون بالفراسة عن الدلائل إلى المدلولات و" أنها " أي الأمور الدالة أو دلالتها " لبسبيل مقيم " أي متلبسه سبيل مقيم، أو مستنده الدلالة به. ولعل السبيل والطريق الواضح البين هنا طريق والانتقال إلى الحق والثواب، بالنظر الثاقب كان، أو بالحدث الصائب لأولي الألباب.
قوله: وإن هذا السبيل موصوف بالإقامة بكونه مقيما للنفوس القدسة لهم، حافظا لها عن السقوط أو الاعوجاج، أو بكونه مقيما فيهم غير زائل أو منتقل أو متروك بالعناد واللجاج. وإنما يعلم مصداقه بتعريف منه سبحانه وإيقاف وإعلام على لسانه نبيه المرسل وإبانة ببيان كتابه المنزل، ولم يقع هذا البيان والإيقاف في غير أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقع فيهم (عليهم السلام) بتبيان من الكتاب ونص في السنة المتواترة المجمع عليها الموافقة لفصل الخطاب، فالمعلوم دخولهم في المراد من الآية بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) منحصر فيهم (عليه السلام) كما قاله (عليه السلام).
قوله: وإن هذا السبيل موصوف بالإقامة بكونه مقيما للنفوس القدسة لهم، حافظا لها عن السقوط أو الاعوجاج، أو بكونه مقيما فيهم غير زائل أو منتقل أو متروك بالعناد واللجاج. وإنما يعلم مصداقه بتعريف منه سبحانه وإيقاف وإعلام على لسانه نبيه المرسل وإبانة ببيان كتابه المنزل، ولم يقع هذا البيان والإيقاف في غير أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقع فيهم (عليهم السلام) بتبيان من الكتاب ونص في السنة المتواترة المجمع عليها الموافقة لفصل الخطاب، فالمعلوم دخولهم في المراد من الآية بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) منحصر فيهم (عليه السلام) كما قاله (عليه السلام).