الحاشية على أصول الكافي - رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني - الصفحة ٢٦٨
الأوهام، ولا تنقصه الدهور، ولا تغيره الأزمان ".
____________________
يعد به كالصورة لما تتعلق به، فيدخل فيها النفس والعقل وأكثر الأعراض (1) (ولا يحس) أي ليس من شأنه أن يدرك بحاسة البصر؛ فإن الإحساس في اللغة الإبصار، قال في الغريبين: " قوله تعالى: (فلما أحس عيسى منهم الكفر) (2) أي علمه وهو في اللغة أبصره، ثم وضع موضع العلم والوجود. ومنه قوله تعالى: (هل تحس منهم من أحد) (3) أي هل ترى. يقال: هل أحسست فلانا أي هل رأيته؟ " انتهى.
(ولا يجس) (4) أي لا يمكن مسه باليد (ولا يدرك بالحواس الخمس) أي لا بذاته ولا بكيفية له؛ فإنه لا كيفية له فضلا عن أن يكون له كيفية محسوسة بأحد من الحواس الظاهرة.
ثم نفى كونه مدركا بالحس الباطني بقوله: (لا تدركه الأوهام) فإن الوهم يدرك كل ما يدركه سائر الحواس الباطنية وهو يدرك ما لا يدركه سائر الحواس. فلما نفى كونه مدركا بالوهم، لزم كونه غير مدرك بشيء من الحواس الباطنة.
ثم أراد تنزيهه عن النقص والتغير فقال: (ولا تنقصه الدهور (5) ولا تغيره الأزمان) (6).

1. في حاشية " ت، م ": قال أرسطو طاليس: إن أفاضل الفلاسفة ذكروا أن النفس في الجرم إنما هي بمنزلة صورة بها تكون الجسم متنفسا، كما أن الهيولى بالصورة تكون جسما، انتهى. وقال أيضا: والعقل الذي هو السيد يوجد في النفس كثيرا، والنفس متصلة به، إلا أن تتعدى حدودها وتريد مفارقتها، فإذا فارقته كان ذلك موتها وفسادها، فإذا اتصلت به حتى يصيرا كأنهما شيء واحد حيت بحياة دائمة (منه دام ظله العالي).
2. آل عمران (3): 52.
3. مريم (19): 98.
4. في " ل، م ": + " كما في بعض النسخ ".
5. في حاشية " خ ": الظاهر أن المراد بما هو واقع في الدهر النفوس المجردة عن المادة في ذواتها المفتقرة إليها في أفعالها. والمراد بما هو واقع في الزمان الحركة والسكون، وما لا يخلو وجوده عن الحركة والسكون أي الأجسام. فكل نفس وإن كانت ثابتة من حيث الذات لكنها من حيث استكمالها بأفعالها لا محالة قد تخلو قبل الفعل عما يقبله ويستحقه بعد الفعل، أو يتصف قبل الفعل بما يتوقع زواله بعد الفعل. فهذا أيضا نوع من التغير يجب تنزيه الرب عنه. وأما التنزه عن الحركة والسكون اللذين هما شأن الزمانيات فهو أبين من أن يحتاج إلى البيان (لراقمه خليل).
6. في حاشية " ت ": نسبة الفلك مثلا إلى أوضاعها " دهر ". ونسبة أحد الأوضاع إلى الآخر " زمان ". ونسبة أحد العقول إلى الآخر " سرمد " ونسبة أحد العقول إلى معلولاته الحادثة أيضا " دهر ".
(٢٦٨)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست