____________________
وقوله: (ارجع بقولي إلى إثبات معنى) أي مقصود باللفظ، (وأنه شيء) أي المبدأ موصوف بالشيئية (بحقيقة الشيئية) أي هو موصوف بحقيقة الشيئية (1) وإطلاق الشيء عليه بهذا الاعتبار، والشيء مساو للموجود إذا أخذ الوجود أعم من الذهني والخارجي، وأعم من الموجود العيني. (2) والفرق بينهما أن المخلوط بالوجود هو الذي يصح انتزاع الوجود منه، سواء كان بتجريدها عن الوجود الخارجي أو بدونها، فالمخلوط بالوجود مطلقا من حيث الخلط شيء، وشيئيته كونه مهية قابلة له صحيح الخلط به، والوجود هو المعنى البديهي المنتزع من الماهية المخلوطة به. فهنا مخلوط، وخلط، ومخلوط به، فالمخلوط كالقابل، والمخلوط به كالصفة، والخلط كالاتصاف، وهو بما هو قابل ومنتزع منه شيء، وبخلطه بالوجود موجود. والشاهد على تغايرهما - كما ذكرناه - صحة قولك: " شيء موجود " دون " موجود شيء " ولشدة الاتصال بين المعنيين وصعوبة التميز بينهما قال بعض بالعينية، وقوم بالمساوقة، وحقيقة الأمر ما أشرنا إليه.
والحاصل أنه حقيقة من الحقائق ينتزع منه الوجود، لكن لا يصح تجريد حقيقته وتخليته في مرتبة من المراتب عن الوجود كما في الممكنات. وأشار إلى ذلك بقوله: (غير أنه لا جسم ولا صورة) أي ليس مهية من المهيات المدركة لعقولنا (3) التي (4) [هي] قابلة للتجريد عن الوجود الخارجي كالجسم [و] المادة للصور والصور (5) الحالة فيها، ويندرج فيها كل الأمور المتعلقة بالمادة وبالمتعلق بها نحوا من التعلق
والحاصل أنه حقيقة من الحقائق ينتزع منه الوجود، لكن لا يصح تجريد حقيقته وتخليته في مرتبة من المراتب عن الوجود كما في الممكنات. وأشار إلى ذلك بقوله: (غير أنه لا جسم ولا صورة) أي ليس مهية من المهيات المدركة لعقولنا (3) التي (4) [هي] قابلة للتجريد عن الوجود الخارجي كالجسم [و] المادة للصور والصور (5) الحالة فيها، ويندرج فيها كل الأمور المتعلقة بالمادة وبالمتعلق بها نحوا من التعلق