5. علي بن إبراهيم عن أبيه، عن عباس بن عمرو الفقيمي، عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله (عليه السلام) وكان من قول أبي عبد الله (عليه السلام): " لا يخلو قولك إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه ويتفرد بالتدبير، وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت أنه واحد كما نقول؛ للعجز الظاهر في الثاني، فإن قلت: إنهما اثنان، لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة،
____________________
قوله: (لا يخلو قولك: إنهما اثنان...).
هذا استدلال على بطلان الاثنينية في المبدأ الأول الموجود بذاته لا بموجد.
وتحرير هذا الدليل أنه لو كان المبدأ اثنين، فلا يخلو (من أن يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا).
والمراد بالقوي: القوي على فعل الكل بالإرادة مع إرادة استبداده (1) به. والمراد بالضعيف: الذي لا يقوى على فعل الكل، أو لا يستبد به ولا يقاوم القوي.
(فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل منهما صاحبه ويتفرد به) أي يلزم من قوتهما انفراد كل بالتدبير، ويلزم منه عدم وقوع الفعل (فإن (2) زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت أنه واحد) أي المبدأ للعالم واحد؛ لعجز الضعيف عن المقاومة والتأثير، وثبت أيضا احتياج الضعيف إلى العلة الموجدة؛ لأن القوي أقوى وجودا من الضعيف، وضعف الوجود لا يتصور إلا بجواز خلو المهية عن الوجود، ويلزم منه الاحتياج إلى المبدأ المباين الموجد له.
(فإن قلت: إنهما اثنان) أي المبدءان اثنان، وهذا هو الشق الباقي، أي كونهما ضعيفين بأن يقدر ويقوى كل منهما على بعض، أو يفعل بعضا دون بعض بالإرادة
هذا استدلال على بطلان الاثنينية في المبدأ الأول الموجود بذاته لا بموجد.
وتحرير هذا الدليل أنه لو كان المبدأ اثنين، فلا يخلو (من أن يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا).
والمراد بالقوي: القوي على فعل الكل بالإرادة مع إرادة استبداده (1) به. والمراد بالضعيف: الذي لا يقوى على فعل الكل، أو لا يستبد به ولا يقاوم القوي.
(فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل منهما صاحبه ويتفرد به) أي يلزم من قوتهما انفراد كل بالتدبير، ويلزم منه عدم وقوع الفعل (فإن (2) زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت أنه واحد) أي المبدأ للعالم واحد؛ لعجز الضعيف عن المقاومة والتأثير، وثبت أيضا احتياج الضعيف إلى العلة الموجدة؛ لأن القوي أقوى وجودا من الضعيف، وضعف الوجود لا يتصور إلا بجواز خلو المهية عن الوجود، ويلزم منه الاحتياج إلى المبدأ المباين الموجد له.
(فإن قلت: إنهما اثنان) أي المبدءان اثنان، وهذا هو الشق الباقي، أي كونهما ضعيفين بأن يقدر ويقوى كل منهما على بعض، أو يفعل بعضا دون بعض بالإرادة