فاعلموا معاشر الناس، وافهموه واعلموا إن الله قد نصبه لكم وليا، واماما مفترضة طاعته على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين باحسان وعلى البادى. والحاضر والأعجمي والعربي، والحر والمملوك والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه حائز قوله نافذ امره ملعون من خالفه مرحوم من صدقه قد غفر الله لمن سمع له وأطاع له.
معاشر الناس، إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد. فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لامر ربكم. فان الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم، ثم من دونه رسولكم محمد، وليكم القائم المخاطب، ثم من بعدي علي وليكم، وامامكم بأمر الله من ربكم، ثم الأئمة الذين من صلبه إلى يوم يلقون الله ورسوله لا حلال إلا ما أحله الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله عرفني الحلال والحرام، وانا أقضيت مما علمني ربى من كتابه، وحلاله وحرامه إليه.
معاشر الناس، ما من علم إلا وقد أحصاه الله في وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين، ما من علم إلا علمته عليا وهو الامام المبين.
معاشر الناس، لا تضلوا عنه، ولا تفروا منه ولا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدى إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه، ولا يأخذه في الله لومة لائم أول من آمن بالله ورسوله والذي فدا رسول الله بنفسه، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.
معاشر الناس: فضلوه فقد فضله الله، واقبلوه فقد نصبه الله.
معاشر الناس: إنه امام من الله ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، ولن يغفر الله له حتما على الله ان يفعل ذلك بمن خالف امره فيه، وان يعذبه عذابا نكرا أبد الآبدين ودهر الداهرين فاحذروا ان تخالفوني فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين، أيها الناس هي والله بشرى الأولين من النبيين والمرسلين. فجميع المرسلين إليهم من العالم من أهل السماوات والأرضين. فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في قولي هذا فقد شك في الكل منه والشاك في ذلك فله النار. معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة بمنه علي، واحسان منه إلي، ولا إله إلا هو وله الحمد منى أبد الآبدين ودهر الداهرين على كل حال.
معاشر الناس: فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى، بنا انزل الله