يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه ولا يجوز ان يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل فان الله فرض عليه إقامة الحدود وان لا تأخذه في الله لومة لايم، ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله ولا يجوز له يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله عز وجل قد حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثوبا لينا لثوب خشن ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية؟
(باب 156 - العلة التي من أجلها صارت الإمامة في ولد الحسين) (دون الحسن صلوات الله عليهما) 1 - أبى رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن علي بن إسماعيل عن سعدان عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله " ع " قال: لما علقت فاطمة " ع " بالحسين صلوات الله عليه قال لها رسول الله يا فاطمة ان الله قد وهب لك غلاما اسمه الحسين تقتله أمتي قالت فلا حاجة لي فيه قال إن الله عز وجل قد وعدني فيه ان يجعل الأئمة من ولده، قالت: قد رضيت يا رسول الله.
2 - أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمان بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله " ع " ماعنى الله عز وجل بقوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: نزلت في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين عليهم السلام ثم وقع تأويل هذه الآية (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وكان علي بن الحسين عليهما السلام إماما ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء عليهم السلام فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل.
3 - حدثنا أحمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا