ان يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) قال فمن أين زعمت أنه لابد من أن يكون معصوما من جميع الذنوب؟ قال إن لم يكن معصوما لم يؤمن ان يدخل فيما دخل فيه غيره من الذنوب فيحتاج إلى من يقيم عليه الحد كما يقيمه على غيره، وإذا دخل في الذنوب لم يؤمن ان يكتم على جاره وحبيبه وقريبه وصديقه وتصديق ذلك قول الله عز وجل: (إني جاعلك للناس - إماما قال:
ومن ذريتي - قال: لا ينال عهدي الظالمين) قال له فمن أين زعمت أنه لا بد أن يكون أشجع الخلق؟ قال لأنه قيمهم الذي يرجعون إليه في الحرب فان هرب فقد باء بغضب من الله ولا يجوز ان يبوء الامام بغضب من الله وذلك قوله عز وجل:
(إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) قال فمن أين زعمت أنه لابد أن يكون أسخى الخلق؟ قال: لأنه ان لم يكن سخيا لم يصلح للإمامة لحاجة الناس إلى نواله وفضله والقسمة بينهم بالسوية وليجعل الحق في موضعه لأنه إذا كان سخيا لم يتق نفسه إلى أخذ شئ من حقوق الناس والمسلمين ولا يفضل نصيبه في القسمة على أحد من رعيته وقد قلنا إنه معصوم فإذا لم يكن أشجع وأعلم الخلق وأسخى الخلق واعف الخلق لم يجز أن يكون إماما.
2 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير قال: ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الامام فانى سألته يوما عن الامام أهو معصوم؟ فقال نعم، قلت له فما صفة العصمة فيه وبأي شئ تعرف؟ فقال إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منفية عنه لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه لأنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص ولا يجوز أن يكون حسودا لان الإنسان إنما