فان قال: فما الباغي عندك أمؤمن أو كافر أولا مؤمن ولا كافر قلنا إن الباغي هو الباغي باجماع أهل الصلاة وسماهم أهل الارجاء مؤمنين مع تسميتهم إياهم بالباغين، وسماهم أهل الوعيد كفرا غير مشركين كالأباضية والزيدية وفساقا خالدين في النار كواصل وعمرو، منافقين خالدين في الدرك الأسفل من النار كالحسن وأصحابه فكلهم قد أزال الباغي عما كان فيه قبل البغى فأخرجه قوم إلى الكفر والشرك كجميع الخوارج غير الأباضية والى الكفر غير الشرك كالأباضية والزيدية، والى الفسق والنفاق وأقل ما حكم عليهم أهل الارجاء إسقاطهم من السنن والعدالة والقبول.
فان قال: فإن الله عز وجل سمى الباغي مؤمنا فقال تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) فجعلهم مؤمنين، قلنا لابد من أن المأمور بالاصلاح بين الطائفتين المقتتلين كان قبل اقتتالهما عالما بالباغية منها أو لم يكن عالما بالباغية منها فإن كان عالما بالباغية منهما كان مأمورا بقتالها مع المبغى عليها حتى تفئ إلى أمر الله وهو الرجوع إلى ما خرج منه بالبغى وإن كان المأمور بالاصلاح جاهلا بالباغية والمبغى عليها فإنه كان جاهلا بالمؤمن غير الباغي من المؤمن الباغي وكان المؤمن غير الباغي عرف بعد النبيين والفرق بينه وبين الباغي مجمعا من أهل الصلاة على إيمانه لا اختلاف بينهم في اسمه والمؤمن الباغي بزعمك مختلف فيه فلا يسمى مؤمنا حتى يجمع على أنه مؤمن كما أجمع على أنه باغ فلا يسمع الباغي مؤمنا إلا باجماع أهل الصلاة على تسميته مؤمنا كما اجمعوا عليه وعلى تسميته باغيا.
فان قال: فان الله تعالى سمى الباغي للمؤمنين أخا ولا يكون أخ المؤمنين إلا مؤمنا قبل أحلت وباعدت فان الله تعالى سمى هودا وهو نبي أخا عاد وهم كفار فقال (وإلى عاد أخاهم هودا) وقد يقال للشامي يا أخا الشام ولليماني يا أخا اليمن ويقال للمسايف اللازم له المقاتل به فلان أخ السيف فليس في يد المتأول أخ المؤمن لا يكون إلا مؤمنا مع شهادة القرآن بخلافه وشهادة اللغة بأنه يكون