ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعيد عن أرطأة بن حبيب عن فضيل الرسان عن جبلة المكية قالت: سمعت ميثم التمار (قدس الله روحه) يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وان ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى ذكره أعلم ذلك بعد عهده إلي مولاي أمير المؤمنين " ع " ولقد أخبرني انه يبكي عليه كل شئ حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحر والطير في السماء، ويبكى عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض ومؤمنوا الإنس والجن وجميع ملائكة السماوات والأرضين ورضوان ومالك وحملة العرش، وتمطر السماء دما ورمادا. ثم قال:
وجبت لعنة الله على قتلة الحسين " ع " كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله إلها آخر وكما وجبت على اليهود والنصارى والمجوس. قالت جبلة: فقلت له يا ميثم فكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين " ع " يوم بركة؟ فبكى ميثم رضي الله عنه ثم قال: يزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وإنما تاب الله على آدم في ذي الحجة ويزعمون انه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود وإنما قبل الله عز وجل توبته في ذي الحجة، ويزعمون انه اليوم الذي إخرج الله فيه يونس من بطن الحوت وإنما أخرج الله عز وجل يونس من بطن الحوت في ذي الحجة، ويزعمون انه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودى وإنما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة، ويزعمون انه اليوم الذي فلق الله تعالى فيه البحر لبني إسرائيل وإنما كان ذلك في ربيع الأول ثم قال ميثم: يا جبلة، اعلمي ان الحسين بن علي " ع " سيد الشهداء يوم القيامة ولأصحابه على سائر الشهداء درجة، يا جبلة إذا نظرت السماء حمراء كأنها دم عبيط فاعلمي ان سيد الشهداء الحسين قد قتل. قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ وبكيت وقلت:
قد والله قتل سيدنا الحسين عليه السلام.