المحلى - ابن حزم - ج ٣ - الصفحة ١٧٤
رأى ذلك واضحا، والحمد لله. وإنما هي ظنون أعملوها، فزل فيها من زل بغير تثبت * وهكذا القول سواء سواء في الحديث الذي رويناه من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، فيصليهما جميعا، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر، جميعا ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب (1) * فان هذا الحديث أردى حديث في هذا الباب لوجوه:
أولها: أنه لم يأت هكذا إلا من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل، ولا يعلم أحد من أصحاب الحديث ليزيد سماعا من أبي الطفيل * والثاني: أن أبا الطفيل صاحب راية المختار، وذكر أنه كأن يقول بالرجعة (2) * والثالث أننا روينا عن محمد بن إسماعيل البخاري مؤلف الصحيح أنه قال: قلت لقتيبة: مع من كتبت عن الليث حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟ يعني هذا الحديث الذي ذكرنا بعينه، قال، فقال لي قتيبة:
كتبته مع خالد المدائني، قال البخاري: كان خالد المدائني يدخل الأحاديث

(1) رواه أبو داود (ج 1 ص 472) والترمذي (ج 1: ص 179 و 110) بنحوه كلاهما عن قتيبة بن سعيد عن الليث. قال الترمذي (حديث حسن غريب تفرد به قتيبة، لا نعرف أحدا رواه عن الليث غيره) وقال أبو داود (لم يرو هذا الحديث الا قتيبة وحده) (2) أبو الطفيل عامر بن واثلة من ثقات التابعين الفضلاء وما رماه أحد بالقول بالرجعة وما أسند المؤلف هذا عمن يوثق به *
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست