أولى، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي محذورة: (ارجع فارفع صوتك (1) وهذا أمر برفع الصوت. فلو تعمد المؤذن أن لا يرفع صوته لم يجزه أذانه، وان لم يقدر على أكثر إلا بمشقة لم يلزمه، لقول الله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وقال عليه السلام ما قد ذكرناه باسناده: (إذا نودي بالصلاة ادبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين) فالاجتهاد في طرد الشيطان فعل حسن. وبالله تعالى التوفيق * وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع مدى صوت المؤذن إنس ولا جان ولا شئ الا شهد له يوم القيامة) ورويناه من طريق مالك عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (2) المازني الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري مسندا. وبالله تعالى التوفيق * 324 مسألة ولا يجوز أن يؤذن اثنان فصاعدا معا، فإن كان ذلك فالمؤذن هو المبتدئ، والداخل عليه مسئ لا أجر له، وما يبعد عنه الاثم، والواجب منعه. فان بدءا معا فالاذان للصيت الأحسن تأدية. وجائز أن يؤذن جماعة واحدا بعد واحد للمغرب وغيرها سواء في كل ذلك، فان تشاحوا وهم سواء في التأدية والصوت والفضل والمعرفة بالأوقات أقرع بينهم، سواء عظمت أقطار المسجد أو لم تعظم * حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا ابن مفرج ثنا سعيد بن السكن ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا عبد الله بن يوسف أنا مالك عن سمى مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا الا أن يستهموا عليه لاستهموا (3) *
(١٤٢)