وروينا من طريق وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب: اني لأحسب جزية البحرين وأنا في الصلاة * وقد افترض عز وجل التوبة على العاصين، وأمروا بالصلاة مع ذلك، قال الله تعالى: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات). وبيقين ندري أنه تعالى إنما خاطب بهذا المصرين، لان التائب لا سيئة له. وقال تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا) وهذا كله إجماع، إلا قوما خالفوا الاجماع من أهل البدع قالوا:
لاتقبل توبة من عمل سوءا حتى يتوب من كل عمل سوء، فلزمهم (1) أن لاتقبل التوبة من تعمد ترك الصلاة وترك الزكاة وترك الصوم، نعم ولا من ترك التوحيد الا بالتوبة من تعمد كل سيئة. فحصلوا على الامر بترك الصلاة والزكاة والصوم وجميع أعمال البر. وهذا خروج عن الاسلام. ونعوذ بالله من الخذلان * 304 مسألة ومن كان راكبا على محمل أو على فيل أو كان في غرفة أو في أعلى شجرة أو على سقف أو في قاع بئر أو على نهر جامد أو على حشيش أو على صوف أو على جلود أو خشب أو غير ذلك فقدر على الصلاة قائما فله أن يصلى الفرض حيث هو قائما. يوفى ركوعه وسجوده وجلوسه حقها * لأنه إنما أمر بالقيام في الصلاة والركوع والسجود والجلوس والطمأنينة والاعتدال في كل ذلك مع استقبال الكعبة ولابد، فإذا وفي كل ذلك حقه فقد صلى كما أمر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حيثما أدركتك الصلاة فصل) وليس شئ من هذه الموضع منهيا عن الصلاة فيها (2) * والعجب كله ممن يحرم الصلاة كما ذكرنا على المحمل (3) ولم يأت بالنهي عن ذلك نص، وهو يبيحها في أعطان الإبل والحمام والمقبرة والى القبر!