وهارون يؤمن! (1) * قال علي. وهذا أدهى وأمر! ليت شعري! أين وجد هذه الرواية؟ أو من بلغه إلى موسى وهارون عليهما السلام؟ وإنما هو قول قائل لا يدري من أين قاله. ثم لو صح يقينا لما كان له فيه حجة أصلا، لان المؤمن في اللغة داعى (2) بلا شك، لان معنى (آمين) اللهم افعل ذلك، فالتأمين دعاء صحيح بلا شك، ولا يسمى الداعي مؤمنا أصلا، ولا يسمى الدعاء تأمينا حتى يلفظ بآمين، فكل تأمين دعاء، وليس كل دعاء تأمينا، فكيف وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كأن يقول آمين،، وهو الامام، وهذا مما انفردوا به عن الصحابة رضي الله عنهم وجمهور السلف برأيهم بلا برهان أصلا. وبالله تعالى التوفيق * وأما السجود فان من أجاز السجود على كور العمامة سألناه عن عمامة غلظ كورها إصبع، ثم إصبعان، إلى أن نبلغه إلى ذراعين وثلاث وأكثر فيخرج إلى ما لا يقول به أحد!
ثم نحطه من الإصبع إلى طية واحدة من عمامة شرب (3)، وكلفناه الفرق، ولا سبيل له إليه * وبقولنا يقول جمهور السلف، كما روينا من طريق شعبة عن الأعمش قال سمعت زيد بن وهب قال: رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع ولا السجود، فقال له حذيفة. ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا صلى الله عليه وسلم عليها * وعن ابن مسعود: أنه رأى رجلين يصليان أحدهما مسبل (ازاره، والآخر لا يتم ركوعه ولا يتم سجوده، فقال. أما المسبل ازاره فلا ينظر الله إليه، وأما الآخر فلا يقبل الله صلاته * قال علي: من لم ينظر الله تعالى إليه في عمل ما فذلك العمل بلا شك غير مرضى، وإذ هو غير