نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٢٨
وهذا طريقة المتقدمين من الخائفين من أئمة الدين فإن السلف ومن تابعهم كالأئمة الأربعة مشو على ذلك قال الإمام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه من قال لا أعرف الله في السماء هو أم في الأرض فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن يوهم ذلك فهو مشبه وسئل الإمام مالك رضي الله عنه عن الاستواء فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وسئل الإمام الشافعي رضي الله عنه عن ذلك فقال آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الامساك وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه فقال استوى كما أخبر لا كما يخطر بقلب البشر فعلم بهذا أنه لا خلاف بين الأئمة الأربعة في ذلك ومن زعم أن بينهم اختلافا في ذلك فقد أعظم الفرية على أئمة الأمة وأساء بهم الظن نعوذ بالله من ذلك وكذلك يقولون في كل ما جاء من المتشابهات في كتاب أو سنة كقوله تعالى خلقت بيدي ولتصنع على عيني الله نور السماوات والأرض وقوله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم على صورته كما مر وقوله إن الله يضحك لأوليائه حتى تبدو نواجده وغير ذلك مما يوهم التشبيه فنفوض الأمر لجميع ذلك إليه تعالى كما فوضوا ولا تشتغل بتآويله وتفاسيره لعدم تكليفنا به مع اعتقاد أنه تعالى ليس بجسم ولا شبيه بالمخلوقات وأن جميع علامات الحدوث ممتنعة عليه تعالى فإن قلت ما الحكمة في تنزيل المتشابهات قلنا نجعله مما تقدم والله أعلم بمراده وقيل ليعلم العالمون عجزهم وقصور أفهامهم عن معرفة جميع كلام ربهم كما قال تعالى وما يعلم تأويله إلا الله فيفوضون العلم بما لا يدركون معناه إليه تعالى والتفويض إليه تعالى كمال العبودية في العبد ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء كما قال بعض المحققين: والعجز عن درك الإدراك إدراك والبحث في سر ذات الله إشراك وقال بعضهم تفسير المتشابهات وتأويلها عبادة في العبد وتسليمها عبودية في العبد والعبودية فوق العبادة إذا العبودية الرضاء بما يفعل الرب والعبادة فعل ما يرضي الرب والرضاء فوق العمل حتى كان ترك الرضاء كفرا وترك العبادة فسقا والعبادة تسقط في الآخرة والعبودية لا تسقط في الدارين انتهى وأما على طريقة الخلف فإنهم يؤلون كل ما ورد من المتشابهات فيؤولون الاستواء بالاستيلاء واليد بالقدرة والقهر والضحك بالرضاء إلى غير ذلك وتوسط بعضهم وتابعه جماعة كالكمال بأن الهمام في المسايرة وفصل بين ما إذا دعت الحاجة إلى التأويل كدفع خلل يدخل في فهم وبين أن لا تدعو الحاجة وهذا كمال من الكمال والله أعلم بحقيقة الحال الإعراب رب مبتدأ مضاف إلى العرض والإضافة للتشريف كرب الكعبة وفوق منصوب على الظرفية في محل رفع خبر المبتدأ أي كائن
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139