ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى أتى على آخره. ثم انصرفنا. فقلت: جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟ فقال: لو عرفوا لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح - إن الله لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فإن الرب تبارك وتعالى يليها بنفسه وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه وقبله وشمه ثم رده في يد السائل وذلك أنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل.
- أفهم من هذه القصة أن للصدقة فضلا عظيما؟
- نعم فقد تواترت الروايات في الحث عليها والترغيب فيها.
فورد أنها دواء المريض، وبها يدفع البلاء وقد أبرم ابراما، وبها يستنزل الرزق، وبها يقضى الدين، وإنها تزيد في المال، وتدفع ميتة السوء والداء، و...، و... إلى أن عد سبعين بابا من أبواب السوء تسد.
ولكن رغم كل هذا الفضل للصدقة فإن التوسعة على العيال أفضل من الصدقة على غيرهم. كما أن الصدقة على القريب المحتاج أفضل من الصدقة على غيره وأفضل منها الصدقة على الرحم المعادي.
- على الرحم المعادي؟
- نعم الرحم المعادي.
- وأفضل من الصدقة القرض. نعم أفضل من الصدقة الاقراض كما سبق نقل الرواية فيها.